Monday 1 February 2010

احنا و الزمن...والزمن و احنا...مين بوَّظ مين؟

أنا لسة حالا مخلصة كتاب أحمد العسيلي "كتاب مالوش اسم"، و الحقيقة الكتاب خلاني أفكر و أفكر و كإن أنا ناقصة تفكير! إحنا ليه دايما بنسمع جملة "أصل زمان كان كذا و كذا...لكن دلوقت خلاص الدنيا باظت" يعني أنا المفروض أروح أنط من الشباك؟ ولا المفروض أعيش حاطة إيدي على خدي و مكتئبة إني طلعت في الزمن ده؟ أنا معاكم إن فيه أوضاع كثيرة لا يمكن السكوت عليها و لازم نرجع للأخلاق و المباديء و الإحترام و الكلام ده كله، أنا أول واحدة بأنادي بيه. بس لحظة واحدة...هو عشان جيل أو أكثر يطلع فيه سمة معينة غالبة عليه، تفتكروا دي صدفة؟ ولّا في سبب؟ أنا شخصيا لا اؤمن بالصدفة في أي شيء، فأكيد فيه سبب إن الكام مليون شاب و فتاة و طفل في بلدنا و العالم كله، اللي وصلوا للمستوى المؤسف ده من السطحية و الهيافة و عدم إحترام الغير و و و الكلام اللي بنتلطش بيه في كل مكان من أجيال عبد الحليم و أم كلثوم، أكيد أكيد في حد مسؤول. طيب، حلو قوي، إذا أنا طفل أو شاب أو فتاة و طلعت - زي ما بتقولوا علينا كدة – مش متربي، يبقى حاجة من الإثنين: يا إما إن اللي مسؤول عن تربيتي (و هو من جيلكم) ما قامش بدوره صح بإنه ما كانش قدوة حسنة (و بالتالي دي مش غلتطي)، أو إنه يكون أصلا ما بذلش المجهود المطلوب في تقويمي و تربيتي على المبادئ و الأخلاق و الدين (و دي برضه مش غلطتي).

طيب خليني أسألكم سؤال ثاني، لما شاب يطلع يلاقي والده بيتكلم على الستات بطريقة غير محترمة أو بيعاكس واحده أو بيقولّه إعمل اللي إنت عايزه بس خللي بالك لحسن تتمسك وللا تلوث إسم العيلة، تفتكروا الشاب ده إيه في الدنيا ممكن يخليه يطلع يحترم البنات اللي معاه في المدرسة ولّا الكلية ولّا الشغل؟ و ميعاكسش البنات في الشارع عشان دول بنات ناس؟ أنا بقولكم إن الشاب ده لو طلع بيحترم البنات و الستات يبقى ده بتاع ربنا – معجزة يعني.

و لما بنت تطلع تلاقي والدتها بتكذب ولّا بتغتاب ولّا سعادتها لحظة ما جارتها اللي كانت معدية من جنب باب شقتهم من عشر سنين و بصتلها بصة من فوق لتحت دلوقتي واقعة في ورطة و حياتها نكد تفتكروا ليه البنت دي هتطلع نفسيتها سوية؟ إزاي و منين؟ زي ما أمي ربنا يخليهالي دايما بتقول "الخلاط لما تحط فيه برتقان مش هيطلعلك لبن!" زي ما مينفعش نزع بطيخ و نقعد ندعي يا رب تطلع فراولة! لو قعدت تدعي طول عمرك إستحاله هيحصل.

طبعا لكل قاعدة شواذ، يعني ممكن مثلا أم و أب يكونوا أحسن قدوة لولادهم و يربوهم على الأخلاق و المبادىء و الدين و في الآخر يطلع الولاد بايظين و ملخبطين. بس مش ده الأساس و مينفعش نركن على كده. لازم أنا أعمل اللي عليَّ و طول ما أنا ماشي في طريق الحياة أدعي ربنا إنه يعينني و يوجهني للصح و أكيد هيكون في أخطاء و دي طبيعة البشر، بس لما تكون النية لله و الإخلاص موجود يبقى ربنا أكيد لا يمكن يسيبنا لنفسنا و للدنيا.

و نقطة أخيرة أحب أضيفها و دي لكل أهلي أبناء الأجيال السابقة، حضرتِك و حضرتَك أمي و أبويا و أنا بأُكِن لكم كل الإحترام و التقدير و لا أقصد بكلامي إن أقلل من مجهودكم و تعبكم معانا، ده إنتم طريقنا للسعادة في الدنيا و الآخرة برضاكم عننا. أنا كل مرادي من الكلام اللي أنا كاتباه إنكم قبل ما تنهالوا على زمننا – اللي إحنا مضطرين نعيش فيه – بالإنتقاد و الكراهية إنكم تفكروا معانا إزاي ممكن كلنا نغير الوضع الحالي لإن أولًا كلّنا متضررين منه و ثانياً لإن جيلكم كان ليه دور كبير في وصولنا للوضع ده، ما إحنا أكيد متخلقناش كده!


أنا بأشكركم يا أمي و يا أبويا إنكم على الرغم من الوضع الحالي و الزمن اللي طلعنا فيه إنكم كنتم خير قدوة و خير أصدقاء لنا طول الطريق، و بأشكر كل أولياء الأمور اللي ربّوا ولادهم كويس في زمن أصبحت المغريات فيه كثيرة و التناقضات أكثر.